حكايات إحسان عبدالقدوس يقدمها: محمد عبدالقدوس(العمق نيوز)
حكايات إحسان عبدالقدوس يقدمها: محمد عبدالقدوس(العمق نيوز)
(الكاتب الكبير وتأثيره على أهل الفن !)
ظل تأثيره كبيراً في ثلاث مجالات وهي الصحافة والأدب والفن لسنوات إمتدت لما يقرب من أربعين عاماً أو يزيد ، ومن النادر أن تجد كاتب له هذا التأثير الكبير في عدة مجالات في وقت واحد ، لكنه “إحسان عبدالقدوس” أو “سانو” وهو الإسم الذي أشتهر به داخل بيته وبين أصدقائه المقربين.
وأركز تأثيره على أهل الفن في نقاط محددة :
* هل تعلم أن الفنانة “نادية لطفي” رحمها الله إسمها الحقيقي “بولا شفيق” ، وأن مكتشفها المنتج “رمسيس نجيب” لم يعجبه هذا الإسم وأختار لها “نادية لطفي” بطلة قصة “لا أنام” بعدما أخذ موافقة على ذلك من “سانو” ، ونسي الجميع إسمها الحقيقي ، ولم يكن أحد أبدا يناديها باسم “بولا” بل “نادية”.
وبمناسبة قصة “لا أنام ” فقد تحولت إلى فيلم قامت ببطولته”فاتن حمامة ” وكانت نقطة تحول أساسية في مسيرتها الفنية ، حيث قامت بدور شريرة لأول مرة ، وكانت قبلها تقدم دوماً المرأة المظلومة ، وفي أواخر الستينات إعتزلت السينما مؤقتاً وهاجرت من مصر كلها ثم عادت أوائل السبعينات بدور لم يسبق أن قدمته من قبل عن قصة “إحسان عبدالقدوس” وهو “إمبراطورية ميم” ، حيث كانت في الفيلم أم لنصف دستة من الأبناء وبنات الجيل الجديد ، وتألقت بعد ذلك في “الخيط الرفيع” وقام بالبطولة أمامها لأول مرة “محمود يس” عن قصة حبيبي أبي ، وكانت هذه نقلة نوعية في مسيرته الفنية ، وأكد نجاحه بالعديد من الأفلام الشهيرة عن قصة الكاتب الكبير.
* الفنانة الراحلة”ماجدة” كانت تمثل أفلام أي كلام قبل أن تلتقي بالكاتب الكبير في فيلم”أين عمري” أوائل الخمسينات من القرن الماضي والذي وضعها في الصف الأول من نجوم السينما في مصر.
* وذات الأمر ينطبق أيضاً على الفنانة “نبيلة عبيد” التي لم تعرف طريقها إلى النجاح الحقيقي إلا مع أفلام “إحسان عبدالقدوس” ابتداءً من النصف الثاني من سبعينات القرن العشرين مع أنها بدأت مسيرتها الفنية قبل ذلك بعشر سنوات على الأقل.
* و”عبدالحليم حافظ” رحمه الله أو “ليمو” كما كان يعرف بين أصدقائه كان له ذكاء إجتماعي وحرص على صداقة كبار الكتاب في عصره وعلى رأسهم “إحسان عبدالقدوس” ودوره كبير جداً في نجاحه وتشجيعه وهو أول من قدمه للعالم العربي بأغنية “سمراء يا حلم الطفولة” للشاعر الأمير السعودي “عبدالله الفيصل” ، و”ليمو” قام ببطولة ثلاث أفلام “,لسانو” أولها “, الوسادة الخالية” وهو أول فيلم له يعتمد فيه على التمثيل قبل الغناء ، وفيلم “البنات والصيف” ، وأخيرا “أبي فوق الشجرة” الذي حقق نجاحاً ساحقا ، وكان أول فيلم في تاريخ السينما كلها يتجاوز عرضه في دور السينما سنة كاملة ، ومع ذلك لم يكن الكاتب الكبير راضياً عنه بسبب محاولات “عبدالحليم” التدخل في السيناريو وتغيير مجريات القصة ، كما أن حبيبي أبي أعترض على كثرة القبلات التي لا معنى لها في الفيلم !!
* والمرحومة “سعاد حسني” كانت تتردد على بيتنا كثيراً ، وتفتخر بصداقتها القوية بالكاتب الكبير وأنها تلميذة له ، وكان حبيبي أبي يقول عنها أنها ممثلة “هايلة” ، لكن حياتها الشخصية “ملخبطة” وهذا سيؤثر على مسيرتها الفنية ، وقد صدق فقد إعتزلت مبكراً ، وانتهى الأمر بإنتحارها. !!
* نوعية الأفلام التي قدمت للكاتب الكبير كانت جديدة ولم يسبق لها مثيل في تاريخ السينما ، ولأول مرة يتم تقديم ثلاث قصص بثلاث مخرجين في فيلم “البنات والصيف” ، وتكرر ذلك الأمر من جديد في فيلم “ثلاث لصوص” وهو أمر لم يحدث من قبل ولم نراه بعدها .
* فرقة “رضا” للفنون الشعبية بقيادة”محمود رضا وفريدة فهمي” .. هل تتذكرها حضرتك .. لقد نشأت أوائل الستينات من القرن العشرين ، وكان أبي مشجعاً لها ، ورأها بالفعل تعبر عن مصر بدلاً من الرقص الخليع.
* كان “سانو” يتضايق جدا من الرقابة على المصنفات الفنية التي كانت تصر في وقت ما خاصة في زمن الخمسينات من القرن الماضي ضرورة إنتصار الخير في نهاية الفيلم ، وأن ينال الشر جزاءه ، وهكذا رأينا “فاتن حمامة” الفتاة الشريرة في فيلم “لا أنام” ينتهي الأمر بحريق أصابها بتشوه شديد جزاء لها على ما فعلته بأبيها ، وفي “الطريق المسدود” ، كانت تفكر في الانتحار ، لكن الرقابة أصرت على فتح الطريق المسدود ، والزواج من حبيبها “بالعافية كد” !!
أما “مريم فخر الدين” التي قتلت عشيقها في “البنات والصيف” ، فقد انتهى أمرها بالإنتحار بأوامر من المصنفات الفنية !! وعجائب.
وأخيراً فإن حبيبي “سانو” ظل يكتب سنوات وسنوات في مختلف الصحف التي عمل فيها باب خواطر فنية ، وكان محل إهتمام كبير من أهل الفن ، والفنان يبقى سعيد جداً إذا أشاد الكاتب الكبير بأداءه لكن أبي كان يحذر دوماً من أن تطغى أخبار الفنان الشخصية على عمله ونشاطه الفني ، وهو للأسف ما نراه حتى الآن عند معظم الفنانين إلا ما رحم ربي .. وعجائب !!
محمد عبدالقدوس