هدوى محمود تكتب عن مفاجأة القرن.. اكتشاف كوكب خفي في قلب كوكب الأرض
هدوى محمود تكتب عن مفاجأة القرن.. اكتشاف كوكب خفي في قلب كوكب الأرض
أثارت موجات الزلازل المتوالية في الشرق الأوسط مؤخرا، شهية العلماء لإعادة البحث عن الأسرار التي يخبئها باطن الأرض.
وكانت أول وأكبر محاولة لكشف ما يوجد في قلب الأرض، من جانب علماء روس عام 1970 الذين حفروا بئر كولا حتى العام 1989، ووصلوا إلى عمق 12.262 مترا، وهو أقصى عمق وصل إليه الإنسان.
وفي دراسة حديثة قال علماء، أمس، أن دراسة مكثفة عن أعماق كوكب الأرض، استناداً إلى حركة الموجات الزلزالية الناشئة عن الزلازل الضخمة، أكدت وجود بنية مميزة واضحة المعالم داخل اللب الداخلي لكوكب الأرض.
وبيَّنوا أن هذه البنية المكتشفة عبارة عن كرة صلبة مستعرة من الحديد والنيكل قطرها 1350 كيلومتراً.
ووصفت المواقع العلمية هذا الاكتشاف بأنه كوكب داخل الكوكب.
ويبلغ قطر الأرض نحو 12750 كيلومتراً، وتتألف البنية الداخلية من 4 طبقات عبارة عن قشرة صخرية من الخارج ثم غطاء صخري (وشاح) بعده لب خارجي من الحمم ثم اللب الداخلي الصلب.
وقال تان-سون فام، من الجامعة الوطنية الأسترالية في كانبيرا، وهو رئيس فريق الدراسة المنشورة في مجلة «نيتشر كوميونيكيشنز» العلمية: «ربما نعرف المزيد عن سطح الأجرام السماوية البعيدة الأخرى أكثر مما نعرف عن البنية الداخلية العميقة لكوكبنا».
وأضاف فام: «حللنا سجلات رقمية للحركات الأرضية، المعروفة باسم مخططات الزلازل، بعد زلازل ضخمة في العقد الأخير. وأمكن القيام بدراستنا بفضل التوسع غير المسبوق لشبكات رصد الزلازل في العالم، وتحديداً الشبكات الكثيفة في الولايات المتحدة وشبه جزيرة ألاسكا وفي جبال الألب الأوروبية».
والقشرة الخارجية والجسم الكروي المكتشف حديثاً الموجودان في اللب الداخلي ساخنان بما يكفي لينصهرا معاً، لكنهما عبارة عن خليط من الحديد والنيكل، وسبب ذلك أن الضغط الهائل الواقع على مركز الأرض يجعل اللب في حالة صلبة.
وقال هرفويه تكالتشيتش، عالم الجيوفيزياء بالجامعة الوطنية الأسترالية والمشارك في الدراسة: «أود التفكير في اللب الداخلي على أنه كوكب داخل الكوكب. بالطبع، إنه كرة صلبة، في حجم كوكب بلوتو تقريباً وأصغر بقليل من القمر».
وأضاف تكالتشيتش: «إن تمكنا بطريقة ما من تفكيك الأرض من خلال نزع وشاحها واللب الخارجي السائل، فسيبدو اللب الداخلي لامعا مثل النجم. وتُقدر حرارته بنحو 5500 درجة مئوية إلى ستة آلاف درجة مئوية، وهي حرارة مماثلة لدرجة حرارة سطح الشمس».
وقال فام إن الانتقال من الجزء الخارجي للب باطن الأرض إلى الجسم الكروي الأعمق يبدو أنه انتقال تدريجي وليس انتقالاً بين حدود فاصلة وواضحة.
واستطاع الباحثون التفريق بين المنطقتين نظراً لاختلاف سلوك الموجات الزلزالية بينهما.
الأدب لم يكن بعيدا عن هذا الاكتشاف، ففي عام 1864، أصدر الروائي جول فيرن روايته الشهيرة (رحلة إلى قلب الأرض) يحكي فيها قصة مغامرين دخلوا إلى باطن الأرض عبر بركان في أيسلندا، ليكتشفوا عالماً شاسعاً تسكنه مخلوقات من قبل التاريخ، ويستكشفوا البنية الداخلية للكوكب، لكن مركز الأرض الحقيقي لا يمتّ بصلة إلى هذا التصور الخيالي، بل بدا أكثر إثارة.