كيف أعلم طفلي السلوكيات الصحيحة؟
كيف أعلم طفلي السلوكيات الصحيحة؟
الآن كبر صغيركِ ووصل إلى عمر ثلاث سنوات، وهو تقريبًا بداية سن الحضانة، وفي هذا العمر ستزيد نوبات غضبه، وسيشعر بمزيد من الاستقلالية، والرغبة في فرض رأيه، بالإضافة إلى الفضول وحب الاستكشاف، وهو ما قد ينتج عنه بعض المشكلات إذا لم يتعلم السلوكيات الصحيحة التي يمكن أن يستوعبها في هذه السن. تعرفي معنا في هذا المقال إلى كيفية تعليم الأطفال السلوكيات الصحيحة من عمر ثلاث سنوات، بالإضافة إلى بعض المهارات الاجتماعية.
كيفية تعليم الأطفال السلوكيات الصحيحة من عمر ثلاث سنوات
كل مرحلة عمرية لها أساليبها في تحسين سلوكيات الطفل وتطوير مهاراته المختلفة، ويمكنكِ تعليم طفلكِ الذي بلغ الثلاث سنوات السلوكيات الجيدة بهذه الطرق:
كوني مثلًا أعلى لطفلكِ: تذكرى دائمًا أنكِ قدوة لطفلكِ، فأول من يقلدهما أنتِ وأبوه، وتتكون أفكاره عن العالم والتصرفات البشرية والأفعال المختلفة من خلالكما، لذا حاولي دائمًا أن تكوني هادئة، وتتحكمي في تصرفاتكِ أمامه، لأن سيقلد كل ما ستفعلينه، فإذا رأي منكِ كل ما هو جيد، سيتعلمه بسهولة دون مجهود.
قللي من انتقاده: يقع معظم الآباء والأمهات في خطأ كبير، وهو محاصرة الطفل، وانتقاده بشكل دائم، حتى على الأخطاء الصغيرة. عليكِ تحديد المشكلة أو الخطأ الذي وقع فيه طفلك، واسألي نفسك: هل حقًّا يستحق أم يمكن تجاهله؟ فقد يتعمد الطفل ارتكاب الأخطاء لكي يحصل على انتباهك، حتى وإن كان اهتمامًا سلبيًّا.
امدحي تصرفاته الجيدة: عززي دائمًا من السلوك الحسن لطفلك، وامدحيه باستمرار على كل فعل صغير وجيد يفعله، فهذا الأمر سيحفزه على الاستمرار في ذلك، ليحصل على مزيد من الثناء والتشجيع.
لا تغيري رد فعلكِ: لا بد أن يكون رد فعلكِ على تصرفات طفلكِ ثابتًا في كل مرة، فمن الخطأ أن تضحكي على تصرف خاطئ فعله الطفل، وفي مرة أخرى تعاقبينه عليه، سيقع الطفل هنا في حيرة، ويمزج الخطأ بالصواب، لذا حاولي أن تكون ردود أفعالك ثابتة وموحدة تبعًا لكل موقف.
أعدي بيئة آمنة له: ليس من المنطقي عقاب طفل ذي ثلاثة أعوام على تحطيمه الأواني زجاجية أو نظارتك، فالأولى إبعاد كل الأشياء التي قد تنكسر عن طريق الخطأ أو قد تثير فضول طفلكِ فيحطمها بغير عمد، حاولي أن تؤمني الأماكن التي يجلس فيها طفلكِ، وتغلقي أبواب غرفتكِ أو المطبخ وما إلى ذلك.
انتقي عباراتكِ: حاولي اختيار الكلمات والعبارات الإيجابية عند التحدث مع طفلكِ، فعلى سبيل المثال يمكنكِ أن تقولي له: “عزيزتي هل من الممكن أن تغلق الباب؟” بدلًا من “لا تترك الباب مفتوحًا”، فالعبارات التي تحتوي على صيغة الأمر قد تدفع الطفل للعند والقيام بعسكها.
كلفيه بمهام صغيرة: حاولي دائمًا تعزيز الشعور بالمسؤولية لدى الطفل بإسناد بعض المهام البسيطة التي يمكنه القيام بها له، كتنظيم المائدة أو ترتيب حجرته أو وضع ألعابه في مكانها، فهذه المهام تجعله يشعر بأنه مسؤول، وتعزز قيمة اعتماده على نفسه، ولا تنسي مدح طفلكِ بعد الانتهاء.
كيفية تعليم الأطفال المهارات الاجتماعية من عمر ثلاث سنوات
أثبتت بعض الدراسات العلمية أن الأطفال ذوي المهارات الاجتماعية القوية لديهم معدل أقل للإصابة بالتوتر أو الشعور بالضغط، ويساعد التواصل الاجتماعي على النجاح في التعليم والحياة العملية، وتكوين علاقات ناجحة مع الآخرين، ويمكنكِ تطويرها لدى طفلكِ كالآتي:
تعزيز قيمة المشاركة: يجب أن يتعلم الطفل في هذا العمر أهمية أن يشارك بعض أشيائه مع الآخرين، قد تجدين هذا الأمر صعبًا في البداية بسبب حب الطفل لأغراضه الخاصة وارتباطه بها، وشعوره بحب التملك في هذا العمر، ولكن يمكنكِ تعليمه ذلك عن طريق إشراكه معكِ في أنشطة مختلفة داخل المنزل، وتحفيزه على اللعب مع أطفال آخرين، وحديثكِ معه عن قيم المشاركة وأهميتها، وكيف أنها من السلوكيات الإيجابية التي يجب أن تكون لدينا جميعًا.
حثه على التعاون: من المهارات الاجتماعية التي يجب غرسها في الطفل منذ صِغره التعاون، تحدثي عن قيمتها معه، ويمكنكِ تطبيق ذلك بشكل عملي في المنزل، من خلال إشراكه في إعداد وجباته أو تحضير المائدة وغيرها من الأمور بحسب عمره.
تعليمه احترام القواعد: احترام قواعد المجتمع الذي يعيش فيه قيمة يجب ترسيخها في طفلكِ، مع تعزيز أهمية اعتزازه بنفسه واستقلال شخصيته وموازنة الأمور بعقله في الوقت نفسه
تعزيز قيمة الإنصات: لكي يتعلم طفلكِ هذا الأمر، يجب أن يراه من خلال تصرفاتكِ وإنصاتكِ له أولًا، ويمكنك تعزيز هذه المهارة لديه بذكر قصة وسؤاله عما يتذكره منها، بالإضافة إلى تنبيه الطفل بعدم مقاطعة الآخرين خلال تحدثهم والانتظار حتى ينتهوا.
توضيح أهمية التواصل البصري: يمكنكِ تعليم طفلكِ ضرورة النظر في وجه من يتحدث إليه بشكل غير مباشر، عن طريق عدم الاهتمام له خلال حديثه وإدارة وجهكِ عنه، حينها سيتعلم أهمية التواصل مع الآخرين، والنظر إليهم عند الحديث.