مبادرة «من عمل يده» دعوة جديدة للإنتاج.. وخبراء: «لا سبيل لحل مشكلاتنا إلا بالعمل..أطلقها الأزهر
كتبت:وفاءالبسيوني
مبادرة جديدة للأزهر الشريف تستهدف إطلاق حملة توعية شاملة في جميع محافظات الجمهورية تزامنًا مع الاحتفال بعيد العمال، بعنوان «من عمل يده» بهدف تكثيف جهود التوعية للمواطنين، خاصة في المناسبات والمواسم المختلفة؛
حيث يخلق ذلك اتجاهًا حول معرفة أهمية العمل في تحقيق الاكتفاء الذاتي والاستفادة من العمالة المحلية، وتعريف، الأشخاص، بقيمة العمل وأهميته في حياتهم، ودعوتهم إلى التخلّي عن الكسل، وذلك للتأكيد على أن العمل شريان للحياة وبدونه يفتقد الإنسان لكثير من المعاني الإيجابية، بل ويتحول إلى عالة على مجتمعه
يقول مجدي البدوي، نائب رئيس اتحاد عمال مصر، إن المبادرة التي أطلقها مجمع البحوث الإسلامية تحت مسمى، من عمل يده” هي نوع من التركيز على أهمية العمل في تحقيق الاكتفاء الذاتي والاستفادة من العمالة المحلية، لذلك فهي تعبر مبادرة إيجابية؛ حيث إن فضيلة العمل من الفضائل المهمة التي تدعو لنبذ الكسل كما نهانا عنها الإسلام وهذا يجعلنا نعم
ولكن يجب أن نعمل بسبب أهداف أخرى مهمة جدا خاصة في ظل ظروف التضخم الموجودة حاليا، لذلك لابد من أن يكون شعار كل إنسان وعامل،أن يعملوا على زيادة الإنتاج بالتأكيد سينخفض معها الفاتورة الاستيرادية لأنه سيخلق نوعا من الاكتفاء الذاتي من احتياجاتنا وبذلك يساعد على حل الكثير من المشاكل بسبب عدم توافر العملة الأجنبية الآن، وبالتالي لا نحتاج عملة صعبة وبالتالي تستقر الأسعار.
وأكد إذا تم الإنتاج بشكل جيد، من الممكن أن نصدر للخارج مما يسمح بدخول عملة أجنبية للبلاد، لذلك الإنتاج بجانب فضائله الأخلاقية إلا أنه أيضا سيحل مشاكل الإنسان والعامل والوطن من خلال زيادة الاقتصاد ووجود الاستقرار نتيجة العمل
تستشهد الدكتورة نيفين مختار الداعية الإسلامية والواعظة بوزارة الأوقاف، بآيات القرآن لتوضيح أهمية العمل، حيث قال المولى عز وجل ” وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ” وهو ما يؤكد أهمية العمل، وأن الإنسان يجب عليه أن يعمل ويكسب من تعبه
وحول أهمية العمل تتضح عندما دخل رسول الله إلى المسجد ووجد شخصا يتعبد بكثرة، فقال الرسول من هذا فقالوا هذا العابد فلان وسأل من أين يأكل، قالوا أخاه يعمل وينفق عليه، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم أن أخاه أعبد منه، أي أن من يعمل هو أعبد من الشخص الذي يتعبد لله تعالى، ومن هنا تردد قول الناس أن العمل عباده، خاصة عندما يقصد من هذا العمل أن يعف نفسه وأبناءه من ذل السؤال بذلك يصبح العمل عباده
تشير الدكتورة نيفين مختار، إلى أن العمل له قيمة كبيرة ومن هنا أناشد الجميع أيضا، التوجه إلى المرأة لإعلامها بأهمية العمل خاصة أن المرأة لها دور كبير في الحياة، لأن المرأة تؤدي رسالة عندما تعمل تكون قادرة على توعية وتربية أبنائها، وبذلك يكون لها دور في المجتمع في كافة المجالات .
“ويعتبر أن للمرأة دورا فعالا على العمل لأنها تشجع الأبناء العاطلين عن العمل على إيجاد طريقهم للعمل والإنتاج بدلا من الاستسلام للكسل، فعندما يجد الأبناء الآباء يعملون في أكثر من عمل فهنا يستحي الأبناء ويبدءون في العمل في أي مجال حتى وإن كان ليس له علاقة بمجال دراستهم، من خلال التفكير في استغلال طاقاتهم
وإخراج أفضل ما لديه بدلا من أن ينتظر وظائف محددة، وقد لا يجدها ولكنه يستطيع أن ينتج ويتقدم عند العمل في مجال آخر، حتى نتمكن من خلق إنتاج للوطن، يساعدنا أكثر في التقدم لكي نصبح في مصاف الدول الكبرى
كما أن الاهتمام بالإنتاج يأتي من خلال تكاتفنا معا، في كافة المجالات في الزراعة وغيرها، وأن نحقق الاكتفاء الذاتي لجميع احتياجاتنا، حتى لا نحتاج إلى العملة الصعبة التي نستورد بها من الخارج، حيث إن الاكتفاء من إنتاج احتياجاتنا يجعلنا ننجح ونتقدم،
لأن الله سيسألنا عن العمل، لأنه يريد من كل إنسان أن يجتهد في الحياة، وأن يعمل على قدر طاقته وإنتاجه، لأن كل إنسان سيحصل في مقابل ذلك أجره من الله
وفي سياق متصل تقول الدكتورة نيفين مختار، كما سيتم حث المجتمع على أهمية العمل والتحرك للإنتاج، يجب أيضا حث الأطفال في المنزل على أداء أدوارهم المنزلية في مساعدة الأم والأب في تأدية المهام المطلوبة منهم بجانب الاهتمام بدراستهم، وان كل فرد يعمل على قدر قدرته، بذلك ينجح المجتمع ويتقدم، ويجب أن نعمل على تبليغ الجميع وبذلك في أن يقوم كل إنسان بالدور المنوط به في الحياة
ومن الأشياء التي تحفز على العمل أن الرسول صلى الله عليه وسلم، حث الإنسان أن يعمل ويظهر ذلك من خلال عده أحاديث، حيث قال النبي صلى الله علي وسلم ” ما أكل أحد طعامًا خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده”، وهذا يؤكد على أهمية العمل في حياة الفرد في تطوير ذاته وتحقيق أهدافه وأهداف أسرته.
ومن خلال العمل يستطيع الإنسان أن يعرف ما يستطيع أن يقدمه ويساعد به، مما يساعد في تنمية المهارات الاجتماعية ويثقلها ويطور منها، مما يجعل لديه القدرة على التواصل والحوار مع الآخرين، ويحميه من الوقوع في فخ الفقر وبالتالي الإنسان يوظف طاقته في تنفيذ كل المهام والواجبات في حياته، وبذلك يتم بناء المجتمع لأنه يزيد من دخل وإيرادات الدولة ويحسن من الوضع الاقتصاديين كما يعزز العمل قيمة التكاتف والتعاون والتكافل بين الناس، ويوفر الدخل الذي بدورة يقلل نسب الجرائم والسرقات التي تحدث نتيجة البطالة، لأن من لديه فراغ نجد أن نفسه تسول له ارتكاب الجرائم ويضر بنفسه وبالآخرين، ولذلك العمل يحد من انتشار الأمراض المجتمعية مثل شرب الكحوليات والمخدرات والاغتصاب.
كما أن العمل يساعد على الارتقاء بشخصية الإنسان والوطن وبالشعوب، ويقضي على كل عوامل الفقر، كما أن العمل يحد من ظاهرة التشرد ويحد من انتشار ظاهرة أطفال الشوارع
يقول الدكتور رشاد عبده أستاذ الاقتصاد والاستثمار والتمويل الدولي، ورئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادي، أن أي مبادرة تحث على العمل والإنتاج تعتبر مكسبا، وتعتبر “حمله من عمل يده” تعتبر شيئا طيبا، لذلك من المفيد أن تضم الحملة جميع التخصصات من العلماء في الإدارة والاقتصاد، مع إشراف من مجلس الوزراء بحيث تشمل خبراء في كافة المجالات في الاقتصاد والإدارة مع رجال الدين مع مشاركة الإعلام في الحملة حتى تصبح الحملة على نطاق أكبر وأوسع، حتى تصل إلى أكبر نتيجة من النجاح
كما يساعد على نجاح حملة” من عمل يده” مشاركة الإعلام من خلال الاستعانة بخبراء وفنين ومتخصصين في كافة المجالات، لكي توضح للمواطنين أضرار عدم الإنتاج في الوقت الحالي، نتيجة عدم وجود إنتاج