أبرز منشورات البابا شنودة الثالث فى حرب أكتوبر…كذّب مقولة إسرائيل شعب الله المختار
كتبت:وفـاءالبسيوني
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الخميس، بذكرى ميلاد”لبابا شنودة الثالث”الـ 100 حيث ولد عام 1923، وكان أول أسقف للتعليم المسيحى قبل أن يصبح البابا، وهو رابع أسقف بعد البابا يوأنس التاسع عشر 1928- 1942 ومكاريوس الثالث 1944- 1945، ويوساب الثانى 1946- 1956.
وكان لقداسة البابا شنودة الثالث دور قوى في حرب أكتوبر تمثل فى رسائله التى بعثها للجنود فى الحرب وفى حثه القساوسة والكهنة على بث روح الوطنية فى الشعب المصرى،
وكذلك رفع الصلوات للدعاء للجنود فى الحرب، وتطوعت الراهبات لعلاج الجرحى بعد المعارك الطاحنة التى خاضها الجنود فى الحرب.
وبعث قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية عدة منشورات إلى الجنود على الجبهة، والشعب المصري ككل في وقت الحرب، كذّب فيها فكرة أن “إسرائيل هي شعب الله المختار
إننا ندافع عن أراضينا، ودفاعا عن الحق، لا شك أن قلوبنا جميعا وأفكارنا وكل مشاعرنا مركّزة فى الحرب التى تخوضها بلادنا دفاعا عن أراضينا، واستردادنا لحقوقنا المسلوبة، ولعلّ أول ما نقوله فى موضوع الحرب، هو أن بلادنا حاليا قد عاشت محبة للسلام طول تاريخها، ولم تدخل الحرب إلا مضطرة ، فقد بذلنا كل جهودنا من أجل حل مشكلتنا حلا سلميا، وصبرنا أكثر من 6 سنوات، نفاوض ونناقش ونعرض الحلول بلا جدوى.
وخلال هذه السنوات كلها كانت إسرائيل معتزة بذاتها، شاعرة أنها فى مركز القوة، رافضة كل حل سلمى، بل كانت لها آمال فى التوسع تزداد يوما بعد يوم، ولعلها كانت تظن أن محبتنا للسلام لون من الضعف أو الخوف،
لذلك اضطرت بلادنا أخيرا أن تدافع عن حقها بالقوة، وأن تعمل على استرجاع أراضيها وصيانة كرامتها، وقد قال الكتاب المقدس (إن الملك لا يحمل السيف عبثا) فإننا لا نخوض حربا عدوانية ولا نعتدى على أملاك أحد، بل إننا نحارب داخل أراضينا، دفاعا عنها، لهذا فإن بلادنا تحارب بضمير مستريح، وبقلب نقى، بل إنها كسبت إلى جوارها ضمير العالم، غير المتحيز، المحب للعدل
إن جنودنا تحارب فى الميدان والله فى السماء يرى ويسمع ويعمل أيضا ،وقد قال الكتاب المقدس إن الحرب للرب والله قادر أن يغلب بالكثير والقليل، ومصر صاحبة التاريخ المجيد الطويل العريق، البلد الذى قال عنه (مبارك شعبى مصر)، كم من غزاة حاربوك وبقيتِ كما أنت مرفوعة الرأس، لم يقو الباطل الذى فيهم على الحق الذى فيك،
إننا متفائلون، ونشكر الله أن الضيقات باستمرار تزيدنا قوة، وتجعل صفوفنا أكثر وحدة، وأصلب عودا وأشد إصرارا وعنادًا على الجهاد من أجل الحق.
وفى هذه الأيام، ترى الكنيسة والجامع يعملان بكل قوتهما، من أجل الوطن المفدّى، والشيخ والقس كلاهما يعمل على توعية الشعب وحثّه على التفانى فى خدمة الوطن،
إن الحرب جعلت الكل جنودا، ولقد هز قلبى التأييد الروحى والمادى أيضا الذى يقوم به أبناؤنا فى كنائس أمريكا وكندا وأوروبا وأستراليا، وما يجمعونه من تبرعات من أجل مصر”.