العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

نسائم الإيمان ومع الصحابية ألشفاء بنت عبد الله

0

إعداد / محمـــد الدكـــــرورى

هي الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس بن عدي بن كعب القرشية العدوية، واسمها ليلى وغلب عليها الشفاء، وأمها هى فاطمة بنت وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران المخزومية، والشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس العدوية القرشية، هى صحابية من فضليات النساء العرب، والعرب هم فرع من الشعوب السامية وتتركز أساسا في الوطن العربي بشقيه الآسيوي والإفريقي إضافة إلى الساحل الشرقي لإفريقيا وأقليات في إيران وتركيا وأقليات صغيرة من أحفاد الفاتحين والدعاة في بلدان مثل كازاخستان والهند والباكستان وإندونيسيا وغيرها ودول المهجر.

واحدهم عربي ويتحدد هذا المعنى على خلفيات إما إثنية أو لغوية أو ثقافية، وسياسيًا فإن العربي هو كل شخص لغته الأم العربية، وتوجد أقليات عربية بأعداد معتبرة في الأمريكيتين وفي أوروبا وإيران وتركيا، وحسب التقاليد الإبراهيمية ينسب العرب إلى النبي إسماعيل عليه السلام، وحسب بعض الإخباريين والنسابين العرب إلى يعرب، وكلا الأمرين لا يمكن إثباتهما من الناحية التاريخية، وقد كانت تكتب في الجاهلية، ومعنى الجاهلية، هو مصطلح إسلامي ورد في السور المدنية في القرآن، عن حياة الأمم قبل الإسلام، حيث يشير إلى الفترة التي سبقت الإسلام ويربطها بجهل الأمم.

وذلك من الناحية الدينية، وهو مفهوم ليس خاصاً بالعرب بل يشمل جميع الشعوب، قبل بعثة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أسلمت قبل الهجرة قديما، فهي من المهاجرات الأوائل، فعلمت أم المؤمنين حفصة بنت عمر الكتابة، وإضافة إلى ذلك أنها كانت طبيبة مشهورة بمداواة الأمراض الجلدية في العصر النبوي، فهى ليلى بنت عبد الله بن عبد شمس بن خلف بن صداد بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

والشفاء بنت عبد الله العدوية، قد حازت لقبين مرتبطين بعلمها ومعارفها، فيقال إن اسمها ليلى، ولكنها اشتهرت باسم الشفاء، لشهرتها بالنجاح فى رقية المرضى وعلاجهم من مرض النملة، الذى هو مرض جلدى أو نوع من أنواع التقرحات التى تصيب الجلد، فهى نموذج آخر للمرأة المثقفة المتعلمة ذات الشخصية القيادية ويتمثل فى الشفاء بنت عبد الله العدوية، التى اشتهرت بعلمها ومعارفها ودورها المؤثر فى دولة الإسلام منذ بداياتها قبل الهجرة وحتى بعدها، ولم تشتهر بحسبها ولا نسبها ولا زوجها على الرغم من أنها تنتسب إلى قبيلة كبيرة فهى بنت عبد الله بن عبد شمس بن عدى بن كعب القرشية العدوية، وأمها هى بنت أخت جدة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لأبيه.

وكان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يزورها، ويقيل عندها، وأقطعها داراً بالمدينة، وكان عمر بن الخطاب يقدمها في الرأي ويرعاها ويفضلها، ويزعم أنه ولاها أمر سوق المدينة المنورة، إلا أن الحديث إسناده ضعيف جدا، وهذه القصة أنكرها المحدثون، ونقل ابن سعد أن أبناءها ينكرون ذلك وقال ابن العربي: لا تصح من دسائس المبتدعة، وكانت الشفاء من المهاجرات الأول وبايعت النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، كانت من عقلاء النساء وفضلائهن، وكان رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يأتيها ويقيل عندها في بيتها، وكانت قد اتخذت له فراشا وإزارا ينام فيه.

وقد تزوجت الشفاء بنت عبد الله، من رجلين هما، أبو حثمة بن حذيفة بن غانم بن عامر القرشي العدوي، وولدت له سليمان بن أبي حثمة، وبعد ذلك تزوجت من أخيه مرزوق بن حذيفة، وولدت له أبا حكيم بن مرزوق، ولها ابنة تزوجت من القائد الإسلامي شراحبيل بن حسنة، وهو يعتقد أنه نسب إلى أمه حسنة العدوية ولا يعرف شيء عن أبيه صحابي من صحابة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهو من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية وكان من قادة جيش أبي عبيدة بن الجراح وفاتح غور الأردن، وكانت الشفاء ترقي في الجاهلية، ولما هاجرت إلى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

وكانت قد بايعته بمكة قبل أن يخرج، فقدمت عليه، فقالت: يا رسول الله، إني قد كنت أرقي برُقَى في الجاهلية، فقد أردت أن أعرضها عليك، قال صلى الله عليه وسلم : “فاعرضيها”. قالت: فعرضتها عليه، وكانت ترقي من النملة، فقال: “ارقي بها وعلميها حفصة” إلى هنا رواية ابن منده، وزاد أبو نعيم: “باسم الله صلو صلب خير يعود من أفواهها، ولا يضُر أحدًا، اكشف الباس رب الناس” قال: ” ترقي بها على عود كُركُم سبع مرات، وتضعه مكانًا نظيفًا، ثم تدلكه على حجر بِخَل خُمر مصفَّى، ثم تطليه على النملة” وقد تخصصت الشفاء في معالجة الأبدان .

حيث كانت تخرج مع النبى محمد صلى الله عليه وسلم، في غزواته فتداوى الجرحى، وكان يأتيها الصحابة في بيتها للتطبيب وقد اشتهرت برقية النملة، وهي جروح تصيب الجنين، وكانت رقية من لدغة النملة، وهي قروح تخرج في الجنب وغيره من الجسد، فقال النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم : “ارقى بها وعلميها حفصة” وعن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة القرشي أن رجلا من الأنصار خرجت به نملة، فدل أن الشفاء بنت عبد الله ترقي من النملة أيام الجاهلية فجاءها فسألها أن ترقيه فقالت والله ما رقيت منذ أسلمت فذهب الأنصاري إلى رسول الله فاخبره بالذي قالت الشفاء.

فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الشفاء فقال ” اعرضي علي فعرضتها عليه فقال ارقيه وعلميها حفصة كما علمتها الكتاب” ويروي أبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة: أن عمر بن الخطاب فقد سليمان بن أبي حثمة في صلاة الصبح، وأن عمر بن الخطاب غدا إلى السوق، ومسكن سليمان بين المسجد والسوق، فمر على الشفاء أم سليمان فقال لها: لم أرى سليمان في صلاة الصبح، فقالت له: إنه بات يصلي فغلبته عيناه، فقال عمر: لأن أشهد صلاة الصبح في الجماعة أحب إلي من أن أقوم ليلة، وكان عمر يقدمها في الرأي ويرعاها ويفضلها.

وقال أبو خيثمة: رأت الشفاء بنت عبد الله فتيانًا يقصدون في المشي ويتكلمون رويدًا، فقالت: ما هذا؟ قالوا: نساك، فقالت: كان والله عمر إذا تكلم أسمع، وإذا مشى أسرع، وإذا ضرب أوجع، وهو والله ناسك حقًا، وقد روت هذه الصحابية أحاديث عدة، فعن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن الشفاء ابنة عبد الله قالت : ” ثم جئت يوما حتى دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم، فشكوت إليه فجعل يعتذر إلي وجعلت ألومه، قالت ثم حانت الصلاة الأولى فدخلت بيت ابنتي وهي أم شرحبيل ابن حسنة فوجدت زوجها في البيت فجعلت ألومه فقلت: قد حضرت الصلاة وأنت ها هنا؟

فقال: يا عمة لا تلوميني كان لي ثوبان استعار أحدهما النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت بأبي أنت وأمي، أنا ألومه وهذا شأنه؟ فقال شرحبيل: إنما كان أحدهما درعا فرقعناه” وعن ولدها سليمان بن أبى حثمة عن الشفاء بنت عبد الله قالت : دخل على بيتي عمر بن الخطاب فوجد عندي رجلين نائمين فقال: ما شأن هذين ما شهدا معنا الصلاة ؟ قلت يا أمير المؤمنين صليا مع الناس، وكان ذلك في رمضان فلم يزالا يصليان حتى أصبحا وصليا الصبح وناما فقال عمر: لأن أصلي الصبح في جماعة أحب إلي من أن أصلي ليلة حتى أصبح” .

ومن حديث الشفاء بنت عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم، بعث عبد الله بن حذافة السهمي منصرفا من الحديبية إلى كسرى وبعث معه كتابا مختوما فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم الفرس، سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، أدعوك بداعية الله، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة، لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين، أسلم تسلم، فإن أبيت فإن عليك إثم المجوس ” قال عبد الله فانتهيت إلى بابه فطلبت الإذن عليه، حتى وصلت إليه، فدفعت إليه كتاب رسول الله.

فقرئ عليه، فأخذه ومزقه، فلما بلغ ذلك رسول الله، قال: مزق الله ملكه، وعن ابن شهاب قال، قال عمر بن عبد العزيز لأبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة: من أول من كتب من عبد الله أمير المؤمنين؟ فقال: أخبرتني الشفاء بنت عبد الله وكانت من المهاجرات الأول، أن لبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم قدما المدينة فأتيا المسجد فوجدا عمرو بن العاص فقالا يا ابن العاص استأذن لنا على أمير المؤمنين، فقال: أنتما والله أصبتما اسمه فهو الأمير ونحن المؤمنون، فدخل عمرو على عمر فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال عمر: ما هذا؟ فقال: أنت الأمير ونحن المؤمنون، فجرى الكتاب من يومئذ. رواه الطبراني

وروي عن الشفاء بنت عبد الله أنها قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سئل عن أفضل الأعمال، فقال: ” إيمان بالله وجهاد في سبيل الله وحج مبرور” وعن محمد بن سلام قال: أرسل عمر بن الخطاب إلى الشفاء بنت عبد الله العدوية أن أغذي علي قالت: فغدوت عليه فوجدت عاتكة بنت أسيد بن أبي العاص ببابه فدخلنا فتحدثنا ساعة فدعا بنمط فأعطاها إياه ودعا بنمط دونه وأعطانيه قالت فقلت: يا عمر أنا قبلها إسلاما وأنا بنت عمك دونها وأرسلت إلي وأتت من قبل نفسها، قال: ما كنت رفعت ذلك إلا لك فلما اجتمعتما تذكرت أنها أقرب إلى رسول الله منك، وتوفيت الشفاء بنت عبد الله سنة عشرين للهجرة، في خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنهم أجمعين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد