العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

# قصة أيوب # عليه السلام

0

# قصة أيوب #

عليه السلام

جُمِعَ لِأيّوبِ بينَ كثرةِ المالِ
وحُسنَ الأعمالِ
فأجمَعَ القومُ عليهِ بالوِفاق
فَملأَ مديحَهُ ألآفاق
فأثارت تِلكَ الآثارُ مِن إبليسِ حَسَداً
مُنْذُ أن رأىَ آدَمَ وهوَ جَسَداً
فقال ياربِ إنْ سَلَّطَّتَنى عليهِ
فَأُغْويَهُ مِن بينِ يَدَيهِ
وأُلقيهِ فى الفِتنةِ
فتزولُ عَنهُ النِّعمة
فقيلَ قد سَلَّطناكَ على مَالِهِ
فَمَالَ إلى عَفاريتهِ
فأمرَهُمْ بتَخريبِ أعمالِهِ
وتولَّىَ إفسادَ بيتهِ وعِيالهِ
ثُمَّ أتىَ فى صورةِ مُعلِّمَهُمْ ليُعْلِمُهُ
فرأىَ ذلِكَ لا يؤلِمَهُ
فأنصَتَ إبليسُ لِيسمعَ عَربدتَ السُكرِ
فإذا بِأيُّوبِ يتلو آياتَ الشُّكرِ
فصاحَ بِلِسانِ حَسَدهِ
يارب سَلَّطْنىِ علىَ جَسَدهِ
فَسَلَّطهُ فَسَبقهُ الصَّبر
فَهَرَبَ مِن إبليسِ الأمر
فَتَقطَّعَ الجِسمُ وَدَادَ
وما قطَّعَ مع اللهِ حَبلَ الوِدَادَ
فأخرجهُ قَومَهُ لِمَوقِعَ الإكِناس
لِقُروحٍ كَرهَتْ رائحتَها الأنفاس
فَرمَوْهُ كسيراً كالكَسره
وما تَحَسَّروا عَلى رَميِهِ حَسرَه
وكِسَاءَ جَسَدَهُ مُهْتَرئ
وجَوفِهِ فارِغٌ مِنَ الزادَ لا يَمْتَلئ
ومازالَ يَزدادُ ما نَزَلَ بهِ
حتى بدا حِجابَ بطنهِ
وكان يُبصِرُ عِظامهُ ومِعَاه
وما ذلِكَ عن شُكرِ ربهِ ألهَاه
فدامَ هذا البلاءُ عليهِ سِنين
والِتزمَ الصَّمتُ واكتَفىَ بِالأنين
وشَكواهُ للهِ على شَفَتَيهِ تَبيَّنَ
ولمْ يبقْ للِّسَانِ غَيرَ الذِكرِ
والقلبُ خاشعٌ وما لهُ إلَّا الفِكرِ
فلو أُصْغِىَّ إلى نُطقِ حالهِ
أو سُئِلَ عَمَّا صَارَ بهِ
لَسُمِعَ مِنْ بقايا نَفسِهِ
مُناجاتهُ لِرَبِّهِ
فلمَّا وَجَدَ إبليسُ بلاءَهُ
يَزيدُ مِنَ الشُكرِ أداءَهُ
فَوَجَدَ زوجتهُ تُطَبِبُ داءَهُ
فقال لها عِندى دواءَهُ
بِشرطِ أن يقولَ بِشفتيهِ شَفَيتنى
ويقولَ لِرَبِّهِ أعيَيتَنى
فجاءت تَدُبُ بإحتِفاء
ونَسِيَت المَقْصَدِ مِن طولِ البلاء
فأخبرتْ من قد خَبُرَ عَدوَّهُ
ولم يَتَعَجَلَ يوماً عَدْوَهُ
فغضِبَ أيّوبُ مِنْ زَوجَتهِ
الَّتى ما سئمتْ من طولِ صُحبَتِهِ
وَطَبَّبَتهُ على الرُّحبةِ
فحلِفَ لإن شُفِىَ لَيجلِدنَّها مِئةً بِلا رَحمةِ
فبينما المرءُ يُكابِدُ المُرِّ
مَرَّ بِهِ صديقانِ مِن قَديمِ الدَّهرِ
فقالا لو علمَ الله فيهِ خير
ما بلغَ بهِ هذا الأمر
ولا مَسَّهُ مِن اللهِ شَر
فما قَرِعَ سمعهُ أشدَّ من هذا الجِدال
فَخرَّ على عَتبةِ اللهِ وصاحَ بِإذلال
أنى قد مسَّنى الضُرُّ
وما عَصَيتُكَ يوماً مِن العُمر
فآتاهُ جبريلُ بِرِسالةٍ ، أُركُض
وليس العجبُ أنَّ جبريلَ يركُض
إنَّما العجبِ أنَّ العليلَ يركُض
فركضتْ خيلُ النِّعَمِ إليهِ ورُدَّت
وأغارت المِياهُ على واديهِ وزُمَّت
فَنسىَ بِنسيمِ العافيه
ما حَلَّ بِهِ مِن أيَّامٍ جافيه
وحَنَّت عَليهِ يدُ المِنَّة الحانيه
وانتَشَرَ الرِّضا فى واديه
وسَعىَ الخيرُ إليهِ يأتيه
وأقبلَ على زوجتهِ بيمينِ ضربَها
وَنَسىَّ صَبرَها وتَطبيبَها
فأقبلَ الوحىُّ يَنزِعُ عن الرَّحمةِ القِشرة
مُراعياً سابِقَ العِشرةِ
وخُذْ بيدِكَ ضِغثاً
ولا تُحَمِّلَ نَفسَكَ عِبئاً
تاللهِ ما ضرَّهُ ما أكل من جسدهِ الدّود
وهو يَختالُ وسَطَ الورود
وبَكَّتْ الدِماءُ بَكَّاً من الخُدود
لِما آتاهُ مِن الجود
فَرنَّت زغاريدُ الفرح
وغنَّتْ ألسِنةُ المدحِ بالعود
وفاحَ عبيرُ الثَّناءِ المَعْهود
وتناثرتْ رئحة المِسكِ والعود
وغرَّدتْ الأطيارُ على الأشجار
وإنَّهُ عِندنا لَمِنَ الأخيار
بقلم / ممدوح العيسوى
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد